هلا بكم مشروفي اعضاءورواد منتدى ملتقى الشباب، هذاالصرح العظيم الذي يتيح لنا حرية ابداء ارائنا والتناقش بكل حرية، بادب وبدون شوفينية او تعصب، من اجل اثراء افكارنا وتزويد معارفنا، وتصحيح اخطائنا، فمرحبا بكل مناقش او منتقد، فالاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية .
كيف نشات فكرةالتجاذب
عندما كان نيوتن مستظلا تحت شجرة وسقطت عليه التفاحة كان يدري من دون شك أن الأرض تجذب الأجسام، لأن من سبقه من أمثال غاليليو غاليلي كان قد أثبت ذلك، لكن عالمنا نيوتن أدرك شيئا آخر هو أن التفاحة باستطاعتها أيضا أن تجذب الأرض لان لكل جسم قوة جاذبة، وفرض مثلا أن تفاحة بحجم الكرة الأرضية توضع في الفضاء سيؤدي ذلك إلى تجاذب متساوي، وذهب إلى أبعد من ذلك بخياله حين فرض أن تفاحة بحجم الشمس توضع بالقرب من كوكب الأرض سيؤدي ذلك إلى دوران الأرض حول التفاحة، ومنه استخلص قانونه لجذب العام ( وليس الجاذبية) الذي يعتمد على كتلتي الجسمين ومركز ثقلهما، وإلى هنا ينتهي درسنا في الرياضيات لننتقل إلى ما هو أهم .
كيف لكرة تزن رطلا أن تجذب بلدا مساحته أكثر من 2 مليون كلم مربع
أحيانا يقف المرء مشدوها، ويعجز عن الوصف والتعبير، خاصة إذا كانت القوانين الطبيعية والعلمية لا تحترم بل ويثبت عكسها، فكيف لهذه الساحرة الصغيرة المملوءة بالهواء والتي لا يزيد وزنها عن 600 غ أن تجذب وتسحر بلدا بحجم الجزائر يزيد عدد سكانه عن 35 مليون نسمة، رغم ويلات الآفات الاجتماعية والمشاكل الاقتصادية والصراعات السياسية والظروف المعيشية الصعبة لأكبر شريحة في المجتمع ألا وهي فئة الشباب، الذي يعاني من البطالة والتهميش ويحلم بمستوى معيشي أفضل لكنه ينسى أو يتناسى ذلك بمجرد مباراة كرة القدم، خاصة إذا تعلق الأمر بفلذة كبده " محاربي الصحراء " .
العالم تحركه المصالح والجزائريون تحركهم كرة القدم
وإذا كان العالم اليوم يهب ويدب اليوم من أجل المصالح ويتحرك من أجل الفوائد، على حد قول تشرشيل : " ليست هناك محبة دائمة، ولا كراهية دائمة، ولكن هناك مصلحة دائمة، العالم تحركه المصالح "، فإن الجزائريين كسروا هذه القاعدة، وأثبتوا أن الشيء الذي يحركهم هو كرة القدم لا غير، وقد ظهر ذلك جليا أثناء العشرية الحمراء حين كانت تمنع التجمعات إلا أن الملاعب كانت الملاذ الوحيد لهؤلاء، وازداد الأمر وضوحا اليوم بعد أن تحسنت نتائج الأفناك وأصبح الجزائري مستعدا لبذل أي شيء من أجل حجز مكان في ملعب "البليدة " .
حلم العالم بين يدي الساحرة والإنجذاب يزداد يوما بعد يوم
لن ننكر أن كرة القدم تستهوي الملايين من عشاقها عبر أقطار الكرة الأرضية، إلا أن ما يحدث في الجزائر يمكن تصنيفه ضمن خانة " اللامعقول"، فمباراة في كرة القدم يمكن أن تكون المسكن للمريض، والعمل للبطال ، والمكسب للتجار والملاذ الأفضل لمن ضاقت بهم الدنيا بما رحبت، وقد تكون حتى سببا في عدول البعض عن فكرة " الحرقة "، فما بالك إذا تعلق الأمر بالمنتخب الوطني والتأهل إلى كاس العالم، فقوة التجاذب اليوم نحو المستديرة الساحرة تزداد وستصل ذروتها يومي السبت والأحد القادمين من أجل تحقيق حلم عمره 23 سنة من الانتظار، وهنا لا يسعني إلا أن أقول : " عذرا نيوتن فقانونك للتجاذب خاطئ" .
بالتوفيق لمحاربي الصحراء ونلتقي إن شاء الله في جوهانسبورغ [b]
الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 1:19 pm
