عرفت البشرية منذ أقدم العصور أشكالا عدة للنظم الاقتصادية، ويأتي
الإسلام نظاماً فريداً متميزاً في أسسه وقواعده وأهدافه، ولا غرابة في
ذلك فهو نظام ربّاني شرعه الله عز وجل العليم بالنفس البشرية
وحاجاتها، فجاء منسجما مع الفطرة ملبيا للحاجات الإنسانية المتجددة.
فأسسه تتصف بالثبات والشمول والتكامل بحيث تستوعب المشكلات الحياتية
بحلول أصيلة منسجمة مع هذه المبادئ والأصول.
هذا على خلاف الأنظمة الاقتصادية الأخرى التي وضعها البشر من عند أنفسهم
فجاءت أنظمة قاصرة عن تلبية حاجات الإنسان وإسعاده، لأنها لا تستند
إلى معرفة كاملة بالنفس البشرية واحتياجاتها إلى جانب تأثرها
الكبير بأهواء ومصالح واضعيها ولهذا كانت أنظمة متغيرة متبدلة.
ولعل أول عنصر في هذا النظام، أن المال مال الله وأن الله قد
استخلف الجماعة الإنسانية على هذا المال للإنفاق منه في الوجوه
الصحيحة، بمعنى أن الناس يملكون المال، ما هم إلاّ وكلاء الله على
مال الله